مدرسة اتحاد طنجة .. تألق وتميز مستمر

الكل يعرف أن المدارس الكروية للأندية على الصعيد العالمي تلعب دورا هاما في خلق جيل من المواهب الرياضية وصقل نجوم المستقبل الذين سيساهمون في إثراء الساحة الرياضية ويدعمون فرق الأندية والمنتخبات الوطنية، ومن هذا المنطلق بات فريق اتحاد طنجة يحرص على وضع خطط تطوير مدرسة فريقه على سلم أولوياته وضمن مفكراته السنوية بهدف جذب المواهب وتكوين لاعبين على أسس المناهج الرياضية المعتمدة.

الموقع الرسمي لاتحاد طنجة فتح ملف مدرسة الفريق وسلط الضوء على الطرق التي تشتغل بها والإستراتيجية التي وضعتها في سبيل الرقي بمستقل الفريق، إضافة إلى أهم المعوقات والصعوبات التي تواجهها في سبيل تنزيل مخططها العام.

إستراتيجية العمل

يقال أن المدرسة هي المكان الأنسب لصنع مستقبل أي فريق، فهو المكان الذي يلقن فيه الناشئ مبادئ كرة القدم ويبني شخصيته الرياضية كلاعب، وذلك طبقا لقدرة المدرسة وإمكانياتها ورؤيتها وإيمانها برسالتها المستقبلية في بناء جيل قادر على النهوض بفريقه مستقبلا، مدرسة اتحاد طنجة التي يشرف عليها نخبة من الأطر المحلية الحاصلة على أعلى الشواهد، تعي هذه الأمور كما صرح لنا البشير ابويطة المدير المسؤول عن مدرسة الاتحاد، مؤكدا بأن إدارة المدرسة وبتنسيق تام مع المكتب المسير لها إستراتيجية متكاملة تتضمن رؤية مستقبلية واضحة و أهداف إستراتيجية قابلة للتحقيق، معتمدة بالأساس على التكوين السليم القادر على بناء شخصية المواهب، و تطبيق برامج احترافية تضمن تكوين متكامل.

أبويطة الحاصل على شهادة تدريبية عليا من الاتحاد الأوربي و الاتحاد الإسباني تخول له الإشراف على المنتخب الاسباني، أضاف أن مدرسة الاتحاد اعتمدت على العلاقات الاجتماعية، وقد كانت داعماً حقيقياً للفئات العمرية التابعة لها، موفرين لهم كل الدعم المالي والمعنوي من أجل تحويل اللاعبين الموهوبين الصغار إلى لاعبين ناضجين ومحترفين بشكل كامل، وهناك بعض منهم انضم مباشرة إلى فئتي الصغار و الفتيان وحتى الشبان للفريق الطنجي، وحتّى إن عدداً قليلاً منهم ومن شدّة تميزهم تمّ زجهم ضمن الفئات الصغرى للمنتخبات الوطنية.

ولأن مدرسة فريق الاتحاد التي تضم الآن أزيد من 900 طفل،  قال بويطة، أطر المدرسة تأخذ تطوير القدرات الأكاديمية والرياضية لهؤلاء الموهوبين الصغار بمثابة الأولوية الأولى والأهم لفريق أصبح قياديا ومحترفا بشكل كامل.

منتوج المدرسة

وحول مدى إمكانية مدرسة الاتحاد في تقديم لاعبين مميزين قال “إذا ما نظرنا إلى الأندية الأخرى التي تعاني من ضعف في الإمكانيات وبالتالي ضعف في الاهتمام في المراحل السنية نعتبر نحن من الأندية التي تقدم الكثير من الاهتمام والرعاية وهذا ما يبدو واضحا في المسابقات التي تشارك فيها فئتي الكتاكيت والبراعم التابعة لمدرسة اتحاد طنجة ونتوج بأغلبها وطنيا و دوليا، متفوقين على أعتد الأندية الوطنية، مضيفا بأن مباشرة بعد توليه منصب مدير المدرسة وهو يشتغل على تقديم العديد من اللاعبين للفئات الصغرى القادرة على التألق والوصول إلى الفريق الأول مستقبلا، مشيرا أن النادي يمتلك لاعبين يلعبون في مراحل الـ 12 والـ 13والـ15 والـ 17 والـ 19 سنة انطلقوا من مدرسة الفريق وهم ألان يحققون نتائج جيدة في المسابقات المرحلية التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعصبة الشمال.

مؤكدا بأن مسابقات فرق الكتاكيت والبراعم تشهد قوة في المنافسة ومستوى عالي في الأداء وهذا ما يساهم في خلق لاعبين مميزين فالمستويات المتقاربة بين الأندية تساهم في إيجاد مسابقة قوية وبالتالي أداء رائع، وحول النتائج ومدى الرضا التام عليها قال، أهم شيء لدينا هو التكوين الجيد للاعب من جانب المهارات الكروية، وحققنا نتائج جيدة والنتائج في مثل هذه الأعمار قد تتحقق لكن الأهم من ذلك كله هو تكوين لاعب محترف يكون فاهما لمتطلبات البيئة التي يلعب بها ومستعدا للمتغيرات الكروية التي تحدث ويكون إضافة لناديه في المستقبل المتوسط.

تألق رغم المشاكل

من جانبه أشار البشير أبويطة أن هناك تباين في مدى الاهتمام بالفئات الصغرى التابعة للمدارس بين الأندية الوطنية وذلك يعود إلى الإمكانيات المادية والإدارية والمؤهلات الفنية في مجال المدربين وهذا ما ينعكس بالسلب على الفرق لدى مشاركتها في المسابقات المحلية، مؤكدا بأن مدرسة الفريق لا تعاني نهائيا من هذا المشكل لأنها تتوفر على أطر مكونة على أعلى المستويات وحائزة على شهادات دولية تؤهلها للتدريب في أحسن الدوريات العالمية، بل تعاني من مشكل وحيد هو عدم تواجد ملاعب كثيرة يمكن أن تتدرب فيها المواهب التي تختار مدرسة الاتحاد، فأزيد من 900 لاعب يتدربون في ملاعب مركز تدريبات الفريق بالزياتن فقط، لكن إن شاء الله إدارة المدرسة وتحت إشراف المكتب المسير خلقت عديد الحلول البديلة من أجل التغلب على هذا المشكل، طبعا في انتظار انتهاء أشغال الملاعب الجديدة المتواجدة قرب ملعب طنجة الكبير، وبعض ملاعب القرب.

ختاما أجمعت كل الأطر المشرفة على مدرسة فارس البوغاز، أن الهدف هو تحقيق امتياز وطني في الأداء الرياضي، من خلال خلق بيئة رياضية توفر التكوين السليم والتدريب الاحترافي والرعاية والدعم على أعلى المستويات، مؤكدين بأن طموح إنتاج مدرسة الاتحاد للاعبين مميزين بدا يكتمل ويتشكل لكن بعزيمة الكل سيصبح واقعا معاشا .

التعاليق